كيف تتقن أيّ لغة في مدّة قصيرة؟
- Editor
- 21 ديسمبر 2024
- 3 دقائق قراءة

يعدّ تعلّم اللغات في عصرنا الحالي أحد أهمّ أدوات التقدم وتطوير المهارات التي قد تفتح العديد من مجالات العمل وتطوير الذات لمتعلّميها، كما وأصبح العمل على هذه المهارات هدف كثيرٍ من شغوفي حبّ السفر وخوض التجربة في العديد من البلدان والمجتمعات، بالإضافة إلى أن تعلم اللغات أصبح يوفّر فرص عملٍ أكبر، ويحتلّ مكانة مرموقة في وسط الترجمة والتدريس.
وعلى الرغم من أن تعلم لغةٍ جديدةٍ قد يُعتبر أمرًا شاقا في البداية وقد يستغرق وقتًا طويلًا وجهدًا كبيرًا، كما ويتطلب التفاني والمثابرة والعمل على ممارستها باستمرار، إلا أنّ هناك العديد من الطرق والخطوات التي يمكن أن تساعد الفرد في تعلم لغةٍ جديدةٍ، كما وقد تفيده باستغلال وقته وجهده حقّ الاستغلال.
وعلى هذا، فهناك بعض المبادئ الأساسية التي لا يجبُ على متعلّم اللغة أن يغفل عنها، إذ أنّها خارطة الطريق إلى كيفيّة إنتقاء اللغة المراد تعلّمها، بالإضافة إلى بعض الأنشطة التي قد تساعده على تطبيق هذه المبادئ، والعمل على تنمية مهارة المتعلم اللغوية.

أولًا: المبادئ الأساسية لتعلم لغة جديدة
ويقترح البحث في هذا المجال الذي يُعرف في الأوساط الأكاديمية باسم (اكتساب لغة جديدة) أنّ هناك ثلاثة عناصر أساسيةٍ لتعلم لغة جديدة وهي:
1. الانخراط في اللغة المراد تعلّمها، وذلك عن طريق القراءة والاستماع ومحاولة فهم اللغة بأفضل صورة ممكنة.
2. معرفة مهارات ومخرجات اللغة الجديدة من كتابة ومحادثة وممارسة.
3. تحديد مكامن الخطأ وتنقيحها، وإجراء التعديلات اللازمة وتصويبها.
هذه هي الخطوات الأساسية لتعلم اللغة التي تريدها وممارستها، فكلما استمعت وقرأت، كلما ازدت قدرتك على المحادثة والكتابة، وبالتالي كلما تعلمت من أخطائك كلما تطورت مهاراتك في اللغة.
ثانيًا: تحقيق الموازنة في ممارسة المهارات الأربع
في كلّ لغةٍ جديدةٍ تريد أن تتعلمها، هناك أربع مهارات أساسية يجب أن تكون على دراية بها، وهي: الاستماع، والمحادثة، والقراءة والكتابة، بل وفي بعض الأحيان يعتبر إتقان تنسيق بنية الكتابة إحدى هذه المهارت، فإذا ما قمت بالتركيز على واحدة منها دون الأخرى، سيختل معيار دراسة اللغة التي تريد تعلمها، وبالتالي، ستقوم بإتقان مهارة على حساب المهارات الثلاث الأخرى.
لذا، يعتبر تطوير مهارة دون الأخرى، إحدى أكبر المشاكل التي تعيق تقدم متعلم اللغة، فعلى سبيل المثال؛ إنه لمن السهل أن يقوم متعلم اللغة الجديدة بالتركيز على فهم المقروء، هذا ولسيما أن اللغة المكتوبة غالبا ما يسهل الوصول إليها، سواءًا عن طريق الكتب الدارسيّة أو الإلكترونيّة. وبالتالي، ينطبق هذا أيضّا على المبادئ الأساسية الثلاث؛ أي إنه لمن السهل نسبيًا على متعلم اللغة أن تتوافر لديه كتبٌ دراسيةٌ عديدة يمكنه من خلالها ممارسة مهارة القراءة ولكن إهمال المبدأين الأساسيين الآخرين كالمحادثة ومعرفة مكامن الخطأ في الكتابة يمكن أن يؤدي إلى إبطاء نمو اللغة عنده.
لهذا وبدلًا من هذا كلّه، فما يحتاجه متعلم اللغة هو خطة دراسية متوازية، تكون مزيجا من الأنشطة الدراسية التي تركّز على تعلّم المنطوق والمكتوب من اللغة، وتهتم بالمبادئ الأساسية الثلاثة كذلك.
ثالثًا: الأخطاء مهمة
غالبا ما يكون الخوف من ارتكاب الأخطاء بمثابة عقبةٍ كبيرةٍ تواجه متعلّم اللغة، لذلك لا بد أن نعلم أن الخوف من ارتكاب الأخطاء أحيانًا، وقول الكلمة الخطأ والتلعثم بها، وعدم القدرة على العثور عليها هي أخطاء منطقيّة تمامًا؛ أي أنّ كلّ شخصً يتعلم لغة جديدة فسيرتكب أخطأءً عديدة، وغالبًا ما تكون هذه الأخطاء منتشرة بين متعلمي اللغات الجديدة.
أيّما شخصٍ أراد أن يتعلم لغةً جديدةً فلا بد أنّ ارتكاب الأخطاء، بل وأحد المبادئ الأساسية لتعلم اللغة هو ارتكاب الأخطاء ثم التعلم منها؛ وهذا ما نعنيه بتصويب مكامن الخطأ وتنقيحها، وبالتالي، إن لم يكن المتعلم على استعداد لارتكاب الأخطاء، فإن تطوّر مهارتي الكتابة والمحادثة سيضم حلّان تمامًا، بمعنى آخر، أنّ الخوف من ارتكاب الخطأ يؤثّر سلبًا على اثنين من المبادئ الأساسية اللازمة لتعلم أيّ لغة.
لذا يجب على متعلم اللغة الجديدة أن يحبث عن طريقة يمكنه من خلالها تدريب نفسه بأجواء أقلّ ارتباكًا ومخاطر التعرض للإحراج من غيرها، ومن ذلك أن يخلق المتعلم مواقفًا يشعر فيها براحة أكبر عند تجربة لغته الجديدة، وارتكاب الأخطاء مهما كانت.
وعلى سبيل المثال، فمن الأفضل لكل متعلم لغة أن يعثر على شخص أو زميل دراسة يكون بمستوى مهاراته اللغوية، فغالبًا ما يكون ذلك باعثًا للراحة من ممارسة اللغة مع طالب متقدم أو متحدث أصلي، بل وعادةً ما يكون من السهل العثور عليهم.
Comments